24/01/2010 | |
يقومون بمعاينة أماكن التصوير واستبعاد وترشيح ممثلين كلنا نعلم أن أصل الفن والتمثيل موهبة لكن في فرض النجم الأوحد والمنتج السالك أصبح الفن والتمثيل صنعة وتجارة وبزنس وأصبح النجم هو أساس العمل فرض المخرج والممثلين وأحيانا كثيرة يقف وراء الكاميرا، وربما يقول »أكشن وفركش« حسب مزاج سيادته يلتهم بمفرده أكثر من ربع ميزانية المسلسل طالما انه يجد اسمه بمفرده علي »الأفيش« وبجانبه السيناريست والمخرج بأنباط أقل. وأصبحت ظاهرة النجم الأوحد هي المسيطرة سواء في التسويق والبيع المهم أن تحجز نجمك مسبقا بأي رقم وهو يختار المخرج والممثلين كل لك يتم تحت مسمي »وجهة النظر«، فعندما تسأل مخرجا هل يتدخل النجم في عملك، يقول في »حرج« لا.. بس هو له وجهة نظر من حقه أن يقولها سواء في النص أو الممثلين الذين يقفون أمامه حتي نعمل بروح الفريق.. كلام ظاهره المنطق وباطنه »البارونية« والتفرد والنجومية التي أحيانا كثيرة تكون شبه حقيقية.. والمتابع لحركة الدراما لرمضان القادم يجد حرب النجوم مشتعلة كل منتج يحصل علي توقيع النجم علي سيناريو لا يزيد علي كونه مجرد فكرة علي الورق لم تكتمل كتابتها، ولا مانع من أن يكمل النجم الكتابة مع السيناريست ويختار ويعاين مواقع التصوير مع المخرج ونسمع الآن عن قيام نجوم كبار مثل: يحيي الفخراني ونور الشريف بمعاينة أماكن التصوير مع المخرج وبالتأكيد هناك كواليس أخري في التصوير قد لا نراها ولكن نجومية الشريف والفخراني وغيرهما من نجوم الـ7 ستار التي تضم نور والفخراني ويسرا وإلهام شاهين وليلي علوي خبرتهم ونجوميتهم تؤهلهم للقيام بهذه المهمة وهناك نجوم في وزنهم يفضلون عدم التدخل في الإخراج أو حتي التصوير أو اختيارات الممثلين وخلافه، لكن مع »لهث المنتجين« وراء النجوم الذين يرون في أنفسهم أنهم نجوم زادت سطوتهم ويفرضون آراءهم في كل شيء، وهذا غالبا ما يؤخر تنفيذ العمل، فمثلا منذ موافقة النجمة نادية الجندي علي سيناريو »ملكة في المنفي« وهي تحب أن يكون لها »وجهة نظر« في العمل فبدأت بالسيناريو الذي طلبت تعديله ولم ترض بما قام به السيناريست محمد أشرف وطلبت رفيق الصبان لإجراء التعديل وهي الآن تعقد جلسات عمل مع المخرج محمد زهير رجب، وبالتأكيد سيكون لها »وجهة نظر« في اختيارات الممثلين.. نفس الشيء فعلته النجمة سميرة أحمد، وكان تدخلها في اختيارات بعض الممثلين وربما تكون محقة ولكن نحن نعلم أن ذلك تم بموافقة المخرجة المخضرمة رباب حسين. لكن أكثر ما يثير الدهشة في كواليس مسلسل »وجوش أليفة« الذي يقوم ببطولته خالد صالح بدأ قبل التصوير يتدخل في السيناريو وقام بنفسه مع المخرج أحمد عبدالحميد وبمعاينة أماكن التصوير واختيار الممثلين، وقد يكون خالد صالح محقا في بعض الاختيارات لأن العمل في النهاية يسوق باسمه لكن ضياع شخصية المخرج وتحوله لكومبارس ومساعد ومنفذ لتوجيهات النجم من أجل الاستمرار والعمل، فهذه الكارثة، لذلك نحن ليس لدينا المخرج النجم مثل الممثل النجم إلا القليل مثل شيخ المخرجين إسماعيل عبدالحافظ ومجدي أبوعميرة وأحمد صقر ورباب حسين ومحمد فاضل فهم نجوم الإخراج وأصحاب »وجهة نظر« وأصحاب أياد علي الدراما المصرية فهم قد يقبلون تدخل النجم في حدود موهبته ودوره لكن لا يلغون شخصيتهم ودورهم، لذلك تجد أن معظم النجوم يلجأون لمخرجي سينما أو مخرجين أقل في النجومية منهم لكي يقودوا العمل وتناسوا أن العمل الدرامي الحقيقي »نص ومخرج« وهما اللذان يصنعان النجم لكن النجم بمفرده مهما كان شأنه فمن الصعب أن يصنع عملا، فماذا نقول؟! هذا حال الدنيا.. طالما هناك منتج لا يهمه إلا النجم وطالما هناك تليفزيون دولة يوقع مسئوله علي بياض لشراء العمل طالما أنه يحمل اسم النجم الفلاني دون النظر لقيمة العمل أبو قيمة مخرج في زمن دراما التفصيل ممكن يحدث أي شيء. |