أنشأ موقع روزالزهراء ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى

الفنان والفن هما الخاسران





سخرية العربي من العربي في الفن العربي


الخلافات السياسية المؤقتة بين الدول العربية كثيرا ما تؤثر على الفن فتظهر اعمال فنية يسخر فيها العربي من شقيقه العربي.

ميدل ايست اونلاين
بيروت – من جهاد ايوب

قد نسمع وتشاهد في بعض الأفلام الأميركية سخرية عن بعض رموزها من باب النقد الجارح، وكنا نشاهد ونسمع أيضا انتقادات لاذعة للروس والكنيسة في كثير من أفلام هوليود، ولكن لم تصل يوما إلى السخرية من الشعب الروسي بل النقد المباشر يوجه إلى الزعامات السياسية، ومن سافر إلى أميركا يسمع الكثير من النكات عن بخل اليهودي، إلا أن هذا الأمر لا يخرج عبر الفن إلا نادرا، ولا ننسى أن هناك تجمعات وأندية من مثقفين وإعلاميين في الغرب ترفض الخطاب العنصري في الفن والإعلام، ولا تؤمن بالفوقية البشرية اجتماعية.

في مصر

في مصر النكات عن الصعيدي منتشرة يمينا ويسارا، ولها تاريخها القديم والمستحدث على مر الأجيال، وقدمت السينما والمسرح في مصر شخصية الصعيدي بسذاجة مفرطة وتحديدا عبر أفلام عادل إمام، صحيح قدمها من قبله إسماعيل ياسين، لكنه قدمها بتحفظ وذكاء وبساطة، أما عادل إمام فقدمها بسخرية مفرطة كأنه من خارج الكوكب إلى أن يصبح الصعيدي في نهاية العمل نابغة، وأشرف النبلاء، ومن رجالات الفكر والعفة والذكاء النادر، وخير دليل على ذلك مسرحية "الصعيدة وصلوا" لأحمد بدير إخراج جلال الشرقاوي.

في حين كانت صورة العربي وتحديدا الشامي شريكا في الفن المصري خلال الحكم الملكي ومن بعدها حكم جمال عبد الناصر مقربة من المجتمع المصري، ومهضومة، وشاهدنا في السينما اللبناني الضاحك بلغة مفككة دون تطاول على اللبنانيين، ولم تشوه صورة العربي أو تنتقد بالفن المصري إلى حين توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" مع الكيان الصهيوني في عهد الرئيس محمد أنور السادات، فظهر المواطن العربي بشخصية ساذجة مضحكة سخيفة وجاهلة، وتحديدا المرأة اللبنانية فأخذت شكلا عجيبا غريبا يصل إلى حد التركيز على أنها امرأة ساقطة همها عمليات التجميل وجمع المال والغرف الليلية والسهر، ولم يصور فكرها ومقاومتها ونجاحاتها في وقت كانت الحرب اللبنانية الداخلية والصراع مع إسرائيل على أشده، وقدمت المرأة في الجنوبية وفي الجبل البطولات المشرفة، وصبرت المرأة في بيروت صبرا كبيرا ونادرا، وحافظت على أسرتها وتاريخها وعلمها وجمالها رغم صعوبة ظروف المرحلة.. كل هذا غيب في الفن المصري ما بعد "كامب ديفيد" حتى فاتن حمامة في مسلسلها "وجه القمر" قدمت المرأة اللبنانية على شكل سيء وخطير، وكلنا استغرب وقوع فاتن بهذه الهوة والسقطة وهي المكرمة في لبنان وكل بلد عربي، وفنانة مثقفة تعرف ماذا قدمت المرأة العربية وبالتحديد اللبنانية، وتلاها في أوائل التسعينيات تقديم النموذج السيئ عن الشخصية الخليجية الذي يرمي أمواله من أجل ملذاته في السينما المصرية والمسرح بينما التلفزيون المصري لم يتجه إلى هذا النوع من التجريح العربي كثيرا، وتضخمت هذه العلة إلى أن بدأت الصحف الخليجية تكتب ضد هكذا تصرف في الفن المصري، واعتبرتها ظاهرة سيئة تضر بتواجد المواطن المصري ومصالحه في الخليج!

وكلنا شهد مؤخرا تصريحات بعض الفنانين المصريين ضد الجزائريين وأيضا العكس من أجل كرة ا لقدم، ولكن ما كتب في بعض الصحف المصرية وما قيل عبر بعض فضائياتها الخاصة بعنصرية وشوفانية وتعاليا ضد الجزائر كان مؤسفا وخطيرا ومخجلا، وحاول البعض في الجزائر تقليدهم ولكن السلطات الجزائرية أمرت بعدم الانجرار إلى هذا المستوى، ونأمل أن لا يعمل الفنان المصري إلى التطاول على الجزائري في مسرحة ومسلسلاته المقبلة خاصة بعد خروج بعض الأصوات الفنية المصرية رافضة التطاول على الآخرين بهذا الشكل الهمجي كما صرح علي بدرخان وخالد يوسف ومحمود حميدة وانتقدوا تصريحات إسعاد يونس العنصرية!

في الخليج

في دول الخليج قُدم المواطن اللبناني والمصري عبر اللهجة دون التطرق إلى سمعته ووطنه، وكان يقدم اللبناني إعلاميا، والمصري سمسارا بصورة كوميديانية محببة، ولم يسمح بالتطاول على المواطن العربي وحتى الخليجي بالتجريح بالمطلق، لا بل كانت الصورة الناقدة مباشرة لأبن الوطن كما هو حال مسرح القدير عبد الحسين عبد الرضا في الكويت وغانم السليطي في قطر، وقبلهما الراحل صقر الرشود حيث رسم مسرحا خليجيا محترما لا يسمح باستخدام الكلام البذيء ولا التطاول على الشعوب مهما كان الخلاف معها كبيرا.

الكويت

بعد دخول صدام حسين إلى الكويت، تغيرت النظرة في الفن الكويتي تجاه المواطن العربي الأخر، علما كانت الكويت عبر فنها وصحافتها شريكة للصحافة اللبنانية في القومية إلى حدود التطرف، ولكن هذا تغير بعد الغزو، وأخذت حلقات تلفزيونية رمضانية ضاحكة ومنوعة عبر أعمال " فضائيات" و"رمضانيات" بطولة داوود حسين وانتصار الشراح تسخر من الشخصية العربية وبالتحديد المصري منها والسوري، ووصلت إلى "التطاول" المباشر على الفلسطيني، وقلد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأسلوب نافر ومزعج، وكذلك في مسرحيات محمد الرشود، وبالأخص في مسرحية "إم علي" حيث قدمت الشخصية المصرية بانتهازية جارحة شكلا ومضمونا، وتلاها بعض مسرحيات طارق العلي، و بعض البرامج الضاحكة الرمضانية عبر فضائية الكويت كانت تعتبر التركيز عبر الزكزكة والتجريح والسخرية على بعض المواطنين العرب مادة للضحك ولنجاح الفقرات!

الصحافة الكويتية، وتحديدا جريدة "القبس" وجريدة "الأنباء" تبنتا الهجوم على هكذا برامج وأفكار، ورفضتا التطاول على المواطن العربي الذي قدم الكثير للكويت وللخليج، وبدأت تظهر بعض الأصوات الفنية الكبيرة كالقديرتين حياة الفهد وسعاد عبدالله ترفضان استخدام الفن منبرا للتطاول على أي مواطن أو بلد عربي، وساندتهما الأديبة ليلى العثمان..عند ذلك تنبهت وزارة الإعلام الكويتية لهذه الهوة، وطلبت من البرامج الضاحكة التي تنتجها وتصور في تلفزيونها الابتعاد عن هذا الأسلوب الجارح، فسارع الفنان داوود حسين بتقديم 30 حلقة رمضانية ضاحكة "شارونيات" عن المجرم الصهيوني شارون كدلالة سياسية على أن العدو الحقيقي هو إسرائيل، وبعد ذلك غيب التطاول والنقد على المواطن العربي كمادة سخرية في الفن الكويتي.

في قطر

في قطر اختلفت الصورة، وأخذ المسرحي الكبير غانم السليطي بعد غزو الكويت بتقديم جرعات نقدية مدروسة تنتقد الأنظمة العربية والجامعة العربية مباشرة، وكانت أعماله امتدادا لما سبقه إليه الكويتي عبد الحسين عبد الرضا في مسرحية "باي باي لندن" وغيرها، وما قدمه دريد لحام في "غربة" و"ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان" حتى لقب غانم بالفنان القومي، ورغم نجاح وانتشار الدراما الخليجية والقطرية منها ظل الخليج أمينا على عدم تقديم صورة مشوهة للعربي الأخر رغم وصول النقد عبر الصحف إلى حد أكبر من المباشر للأنظمة وليس للمواطن العربي.

في سوريا

الصورة في استخدام الفن للسخرية بين لبنان وسوريا مختلفة وقاسية كليا عن أي فن عربي، ووصلت إلى السخرية العنصرية بحدية لا تحترم فيها خصوصية المواطن رغم تقارب الحدود والمصالح المشتركة في العيش!

في سورية تنتشر النكات عن "الحمصي"، وهي شبيهة بنكات المصريين عن "الصعيدي"، واللبنانيين عن "أبو العبد البيروتي"، ولكن في سوريا ممنوع أن تكتب في الصحف تلك النكات المعنية بالحمصي، ولا يسمح أن يشار إليها في المسلسلات والمسرح، هي ثقافة شعبية لا يتبناها الفن السوري ولا إعلامها، كما لا تتبنى التطاول على الشخصية العربية بالمطلق، وإن حدث وكتب أحدهم بعنصرية ضد مواطن عربي يحقق معه أو يمنع من مزاولة مهنته لأنه تطاول على عربي أخر، وفي ظل الحملة الإعلامية الشرسة بين مصر والسعودية والبعض في لبنان لم تنجر الصحافة السورية ومسرحها وفنها إلى التطاول على شعوب تلك الدول، ربما تم انتقاد شخصيات سياسية لبنانية عبر الصحف بشكل مباشر، لكنها كانت بعيدة عن العنصرية المناطقية الضيقة والمحدودة، وظل الفن السوري أمينا على طرح قضايا قومية مشتركة، وتعتبر سوريا أول دولة عربية شارك في أعمالها الدرامية كل الفنانين العرب من الأردن والعراق ومصر والجزائر والمغرب والسعودية والكويت ولبنان، شاركوا في عمل واحد كما هو الحال في مسلسلات نجدت أنزور و سلوم حداد وعابد فهد ودريد لحام، وأخذت بعض الوجوه الفنية اللبنانية بطولة مطلقة في الدراما السورية كالفنانة جوليا بطرس في "الخبز المر" إلى جانب نضال الأشقر وأنطوان كرباج، ناهيك عن مشاركة رفيق علي أحمد بأدوار تشكل فارقا في المسلسلات السورية وأيضا أحمد الزين وفادي حداد وليليان نمري!

في لبنان

في لبنان الصورة مختلفة كليا إعلاميا وفنيا، ففي الإعلام شكل بعضه سقوطا محرجا بالعنصرية وتحديدا بعد 2004، وأصبحت بعض الفضائيات تتحدث بلهجة مؤسفة عن الأخر لم نعتده في لبنان، ولم يعتده الإعلام اللبناني وهو الذي علم العرب ألف باء الإعلام والانفتاح واحترام الرأي الأخر!

في الفن اللبناني كان ولا يزال "أبو العبد" مادة ساخرة وضاحكة لكل من يتعاطى تقديم البرامج وفن الضحك، وخلال الحرب الداخلية 1975 بدأت تظهر بشكل واسع السخرية من المناطق اللبنانية عبر مسرح "الشونسونيه" الذي بدوره أخذ ينتشر بشكل أكبر في لبنان لأسباب اقتصادية وأمنية وحزبية، وتقليدا لظهوره في باريس في العام 1962، كان سابقا يسمى مسرح الساعة العاشرة بقيادة إفيت سرسق، وتخرج منه وسيم طبارة والمغنية إليسا وآخرين، وعمل فيه الراحل إبراهيم مرعشلي، حينها بدأ الحديث الساخر عن واحد من الجنوب أو واحد من الأشرفية والجبل والشمال والبقاع والضاحية وزحلة، وأخذت نكات ضاحك الليل إيلي أيوب بالانتشار عن أهل الأشرفية، ويقال أنه تعرض إلى الضرب المبرم أكثر من مرة من قبل شباب الأشرفية ولا نعلم دقة هذا القول، وأصبحت تلك النكات موضة يزاد إليها النكات عن "الحمصي" أو "في واحد سوري" بمناسبة ومن دونها.

ويكاد الصعيدي المصري شبه مغيب في النكات الفنية اللبنانية، والخطورة تكمن في أن النكات هذه أخذت تظهر في الفضاء اللبناني عبر برامج ساخرة ناقدة وتحديدا في انتقاد الشخصية السورية، وأحيانا الشخصية الخليجية وهذا الأخير ينتقد فقط عبر " أربت تنحل"، وهذا النوع من البرامج الانتقادية الساخرة المسيسة بحجة الضحك وتسلية الناس تحسب على بعض الأحزاب والجهات السياسية ومؤخرا طائفية للأسف، وإن نزلت إلى الشارع بسرعة يحمل أي مواطن مع اختلاف ثقافته هذه الفضائية ثقل طائفتها ومواقفها السياسية لهذه النوعية من السخرية.

بعض البرامج الساخرة في الفضاء اللبناني تطل علينا في كثير من المواقف والفقرات بعنصريتها ومحدوديتها فتعرفنا على "لا يمل"، و"بعد العشرة" و "بس مات وطن".. لا بل كل فضائية لبنانية تتعمد هكذا برامج للسخرية من الخصم السياسي ليس أكثر، والمؤسف أن بعض هذه البرامج كان يسخر أيضا من فئات لبنانية ومن الشخصية السورية بشكل مباشر، ولا ننسى أن بعض الأعمال المسرحية أخذت هذا المنهج والمنوال، بينما مسرح "الشونسونيه" تجرمها بفجور معتقدا أنها تضحك الناس، وتنسيهم همومهم السياسية، و إما عن تعمد أو عن جهل إنساني يطرحون العنصرية والتعصب، وينشرونها بين الشباب الذي يذهب لمشاهدتهم أو يشتري "سي دي" للتعليق والضحك من الخصم السياسي أو العربي، قد يكون الفنان جورج خباز هو الوحيد من بين الشباب في لبنان حاول الابتعاد قدر الإمكان من الوقوع في هذه الهوة، ونأمل أن يتنبه إليها حتى يستمر في تأسيس مملكته على عكس ما يفعل زملائه في "بابير" وغيره، وأيضا الفنانة ليليان نمري تبتعد عن النعرة الطائفية والعنصرية في حواراتها وفي أعمالها، ورفضت الكثير من الأعمال لكونها تحدثت عن شتم جهات عربية ولبنانية.

في لبنان العديد من الوجوه الفنية تعمدت خلال الحرب الأهلية التطاول عبر النكات على فئات لبنانية وعربية، وكانت ممرا لاذعا للضحك الرخيص والاستهلاكي الفقير وصولا إلى التهريج الكلامي والحركي، وأخذت بعد 2004 بالتجريح وتقديم جرعات عنصرية لا تشبه تاريخ لبنان الفني والإعلامي، فلبنان الفن كان واجهة كل العرب، ولبنان الإعلام كان مدرسة في التحاور وتقبل الأخر، وهذه معضلة خطيرة، على القيمين على بعض الفضائيات اللبنانية والوسائل الإعلامية التنبه إليها لقطعها، هي كبيرة اليوم في الانتشار لبنانيا، وستشكل عداوة وحقدا داخليا وخارجيا على المواطن والفن والإعلام اللبناني، ونحن بغنى عنه.

نقطة نظام

كلمة أخيرة، أو نقطة نظام لكل من يؤمن بالسخرية وتحقيق انتصاراته على حساب كرامة غيره في الفن والإعلام العربي، إذا كنت تعتقد هكذا تصرف ينبع من فكرة الحرية فعليك أن تعرف أن حدود حريتك تنتهي عندما تتطاول على كرامات غيرك.. كما أن التعصب في الفكر هو قمة الجهل فكيف بنا نتعمد التجريح والتطاول على الأخر بحجة تميزنا و فوقيتنا، نعم وجب محبة الوطن ولكن قبل كل شيء علينا أن نخلص لوطن الشراكة، ومن يحب وطنه يحترم ويحب أوطان الآخرين مهما كانت الظروف، ومن هو مؤمن بالله لا يعتبر نفسه الوحيد الذي يحق له العيش على هذه الأرض والباقي رعاة وحيوانات وجب قتلهم أو الاستخفاف بإنسانيتهم، ومن يتغنى بأنه من أهل السياسة في الفكر والتصرف عليه أن لا يكون عنصريا ويتصرف بعنجهية في فنه وخطابه، حينها يكون عنصريا لا ينتمي إلى الفكر الإنساني بشيء.

الفن والإعلام هما الرسالة الأكثر انتشارا في المجتمعات مهما اختلفت نسبة الثقافة فيها، ونكون قد زرعنا السم داخل عقول الشباب والمجتمع إن أخذناهم إلى العنصرية والشوفانية، وإلا نكون نتصرف ولا نعرف ماذا نفعل.

كما لا بد من الإشارة إلى حقيقة تكمن في أن الساسة يتخاصمون فيتعصب الجهل عند الفنان ويبدأ بالشتائم كما حصل مؤخرا في مباراة الجزائر ومصر، ونذكر في نزول الناس إلى الشارع بعد أن قُلد السيد حسن نصر الله في "بس مات وطن" على إل بي سي، وأيضا كيف رفع الفنان راغب علامة دعوة قضائية سببت الخلاف الشهير مع المحطة المذكورة بسبب تناولها لشخصه وشوهت أغنيته في برنامجها الساخر.

يوقع السياسي الفنان والإعلامي بالخصام مع الشارع ويحتد هذا الشارع حتى الخصام والقتل، وبعد برهة يتم التصالح بين السياسيين، وتبويس الوجوه والأعناق وهات يا غرام، ويبقى الفنان والفن هما الخاسران، ولا يفكر بهمسي حينما يتصالحان مع ذاك السياسي، لذلك الفن أشمل من فكر السياسي فلا تسجنوه في عنصرية تافهة وحقد يضر أكثر مما يفيد.


 

آخر الأخبار الفنية Copyright © 2010 Designed by Ipietoon الكاتب الأديب مجدى شلبى أنشأهذا الموقع ويدير تحريرهالكاتب الأديب مجدى شلبى