يمر اليوم 46 عاماً علي رحيل أحد أشهر نجوم الكوميديا في تاريخ السينما المصرية وهو الفنان الراحل عبد الفتاح القصري(1905م ـ 8 مارس 1964م)، الذي اشتهر بالأدوار الكوميدية ويعد أحد عمالقة الكوميديا في سينما الفن الجميل .
وقد عُرف بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدىعبدالفتاح القصري عينيه التي أصابها الحول فأصبح شكله كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام ولبس الملابس،وحركات جسده وطريقته في المشي وقد أسعد الملايين بالأدوار الكوميدية فى الأفلام التي مثل فيها، حيث كان يقوم بدر ابن البلد الجاهل الفهلوى، خفيف الظل.
وقد ولد لأب ثري يعمل في تجاره الذهب عام 1905م، في أشهر أحياء القاهرة الفاطمية وهي حي «الجمالية»، وتخرج من مدرسة القديس يوسف بالخرنفش، ودرس فيها الفرنسية.
أحب التمثيل منذ الصغر, و كانت بدايته في فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم فرقة عزيز عيد وفاطمة رشدي ،ثم التحق بفرقة نجيب الريحاني سنة 1926م، حيثُ حقق نجاحا و لفت إليه أنظار المخرجين السينمائيين فالتقطوه، و قدموه في الأفلام الكوميدية .
ثم ترك الفرقة لعدم اتفاقه مع مدير الفرقة وقتها بديع خيري ليعمل في فرقة إسماعيل يس 1954م.
كان يمتلك سمة فريدة جداً في الأداء التمثيلي بشكل عام والكوميدي بشكل خاص. ورغم مرور سنوات طويلة علي رحيله، إلا أنه ما يزال ملء السمع والبصر في عالم الكوميديا السينمائية. وقد شارك في بطولة عشرات الأفلام، ونجح فيها كما نجح في إضحاك الجمهور.
أفلام وأعوام
|
لم يلعب القصري بطولة مطلقة، وإنما كان دائماً صديقاً للبطل أو بمصطلح السينما دور «السنيد» للبطل، وقد لعب أدوار المعلم، ومن أشهر أدواره دوره في فيلم «ابن حميدو» مع الفنان إسماعيل ياسين وأحمد رمزي وزينات صدقي وهند رستم، حيث لعب دور «المعلم حنفي» وعبارته الشهيرة في الفيلم «نورماندي تو» لازالت باقية حتى الآن، وفيه لعب في الفيلم دور الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته المتسلطة المتنمرة، وقد ارتبط كثيراً بالفنان إسماعيل ياسين في الكثير من الأفلام منها: «إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين»، و«ابن حميدو»، و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع»، كما ارتبط من قبل بأفلام نجيب الريحاني.
كما لعب في وقت متأخر دوراً مميزاً في فيلم «سكر هانم» مع عبد المنعم إبراهيم وكمال الشناوي وحسن فايق وسامية جمال ألا وهو دور «المعلم شاهين الزلط».
من أهم أفلامه: فيلم «المعلم بحبح» سنة 1935م (وهو أول أفلامه)، وفيلم «سي عمر» عام 1941م، وفيلم «لعبه الست» عام 1946م، و فيلم «ليلة الدخلة » عام 1950م، و فيلم «الأستاذة فاطمة» عام 1952م، و فيلم «الآنسة حنفي» عام 1954م، وفيلم «إسماعيل ياسين في متحف الشمع» و فيلم «ابن حميدو» عام 1957م، وفيلم «سكر هانم» عام 1960م وهو آخر أفلامه.
النهاية
جاءت نهاية الفنان الكبير عبد الفتاح القصري مأساة حقيقية بكل المقاييس، فبينما كان يؤدي دوره في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين إذا به يصاب بالعمى المفاجئ، فيصرخ قائلا : «لا أستطيع الرؤية»، واعتقد الجمهور أن هذا الأمر ضمن أحداث المسرحية فزاد الضحك وزادت المأساة، بينما أدرك إسماعيل ياسين حقيقة ما أصاب صديقه عبد الفتاح القصري فسحبه إلى كواليس المسرح، ومع نكبة العمى جاءته نكبة أخرى بتنكر زوجته الرابعة الشابة له، وطلبها الطلاق منه، بل والزواج من صبي كان القصري يعطف عليه.
وقد كان القصري يتزوج من أجل أن ينجب الولد، ولكن هذا الحلم لم يتحقق، ودخل في صراع مع المرض وقد أصيب بمرض نفسي بعد فقد بصره، وتركته زوجته السابقة حبيس غرفة حقيرة يعاني من الظلمة والقهر والمرض، فأصيب بتصلب في الشرايين أثر على مخه مما أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان المستمر، وتوالت النكبات فقررت البلدية إزالة منزله، ومن مأساة إلى أخرى جاءت نهاية عبد الفتاح القصري في مستشفي المبرة حيث لقي ربه في صباح الأحد الثامن من مارس عام 1964م، ولم يحضر جنازته سوى ثلاثة أفراد من أسرته والفنانة نجوى سالم.