ميدل ايست اونلاين
دمشق – من دييغو غومز بيكرينغ
أضفت شكران مرتجى سحراً على الجمهور السوري ولثلاث سنوات ماضية من خلال تمثيلها لدور فوزية الذي لا يمكن نسيانه ويعتبر من أهم الأدوار في المسلسل التلفزيوني "باب الحارة" الذي يتبوأ المرتبة الأولى ضمن المسلسلات السورية في شهر رمضان المبارك.
وشخصية مرتجى تخطف الأبصار بما تمتاز به من قوتها وسحرها أثناء العرض كل ليلة بحيث تترك الجمهور متلهفاً باستمرار لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية.
وساهم حضور شكران الرائع على الشاشة الصغيرة ومهاراتها المتقدمة في فن التمثيل بإعطاء الحياة لشخصية فوزية الحقيقية والمميزة.
وتبلغ الممثلة الفكاهية من العمر 38 عاماً وأتى والدها من فلسطين للعيش في سوريا مع والدتها بعد مغادرة غزة .
وتعتقد مرتجى أنها قادرة على أداء أدوار مختلفة ولكن يعتبر الدور الذي تقوم به في حياتها الخاصة الأكثر أهمية من كل شيء وخاصة عندما تطفئ الأنوار وتعيش حياتها الخاصة.
ولا تشبه شخصية شكران كثيراً دور فوزية الذي تلعبه حالياً إلا أنه وبدون شك هناك قاسم مشترك بين ما تقوم به شكران من أدوار على الشاشة الصغيرة وبين شخصيتها من حيث قوة إرادتها وتصميمها الثابت خاصة بالنسبة للقضايا المقربة جداً على قلبها.
وتقول مرتجى "التعليم، التعليم، التعليم هذا ما أقوله إلى كل الفتيات، فلسطينيات كنّ أم سوريات، اللواتي يردن تحقيق شيئاً ما في حياتهن لأن العلم يعتبر السلاح الذي يعزز فرص الناس للحصول على مستقبل أفضل".
وما تعرفه شكران عن التعليم شيئاً أو شيئين. فبعد أن ترعرعت شكران في منطقة ريفية مع والدتها التي تعمل قابلة قانونية ووالدها الذي يسافر باستمرار تغيرت حياتها إلى الأفضل عندما تم قبولها في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وعملت مدرّسة فيه.
وتعتقد أن التعليم يشكل حجر الأساس لكل لاجئ فلسطيني وتعرب عن فخرها وسعادتها للتعليم الذي يتلقاه أولاد شقيقتها في مدرسة عين غزال التابعة للأونروا في منطقة دمر بدمشق.
وتؤكد شكران التي قامت ولأول مرة في حياتها بزيارة إلى فلسطين في شهر كانون الثاني الماضي أن اللاجئين الفلسطينيين قادرين على مواجهة الحياة بسبب ما تعرضوا له من صعوبات كثيرة في حياتهم.
وتضيف "فهم معروفون بذكائهم ومهاراتهم وقدرة تحملهم واستمتاعهم في الحياة. قد لا يكون لدى الفلسطينيين في غزة الطعام أو الشراب إلا أنهم مواظبون على الدراسة وتعلو وجوههم الابتسامة".
وتأتي زيارة مرتجى إلى غزة تعبيراً عن تضامن الفنانين السوريين مع الشعب الفلسطيني في غزة.
وكانت الرحلة التي قامت بها شكران إلى فلسطين مفعمة بالعواطف ومؤثرة للغاية لاسيما أنها حدثت في أسبوع شتائي بارد، وبالنسبة لشكران فهي رحلة العمر من دمشق إلى غزة حيث التقت بأسرة والدها الذين لم يروا معظمهم شكران من قبل.
وتقول شكران قبل أن تجهش بالبكاء "لا توجد كلمات تعبّر عن الشعور الذي اعتراني عندما وصلت إلى مدينة غزة. لم أكن أصدق بأنني بين جمال البحر في غزة والفقر والمعاناة المستمرة لشعبها".
وحال وصولها إلى غزة ركعت شكران على ركبتيها وقبّلت تراب وطنها يغمرها الجميع بالعناق والورد والزغاريد التي لا تزال تراود ذاكرتها.
وتتذكر شكرا أيضاً الزيارة التي قامت بها إلى قبر جدتها، مشيرة إلى أنها "كانت لحظة كنت أنتظرها طوال حياتي".
وتغيرت حياة شكران منذ الزيارة التي قامت بها إلى غزة حيث قامت بكتابة مجموعة من المقالات للمجلات والصحف تصف فيها شعورها خلال هذه الرحلة.
وتقول شكران وابتسامة الثقة تعلو وجهها "أشعر أنني أكثر تفاؤلاً تماماً كأنني ولدت من جديد. أشعر بالفخر لأنني فلسطينية وقادرة على القيام بعمل أي شيء".
وبالرغم من هذه الابتسامة التي تعلو وجه الممثلة الأكثر براعة في سوريا فإنها تخفي وراءها الكثير من معاناة الشعب الفلسطيني الذي تنتمي له.
وتقول مرتجى "كوني امرأة فلسطينية وممثلة يعتقد الناس أحياناً بأنه قد واجهتني الكثير من الصعوبات. ولكن أؤكد لهم دوماً بأنهم مخطئون لأن تحقيق الذات يعتبر العائق الوحيد بالنسبة لي".(الأنروا)