*ترك النجوم مسرحه فتعاقد مع الهواة *حاصرته الديون وتمّ الحجز على أملاكه | ||||
أحسّ اسماعيل ياسين بأن المخرج فطين عبد الوهاب لم يعد يشترط وجوده في الأفلام السينمائية كما كان يفعل سابقاً، بل وربما بدأ يشترط عدم وجوده، معللاً ذلك بأنه لم يعد نجماً لشبّاك التذاكر.. وقد بحث اسماعيل عن السر، وأراد أن يعرف لماذا يستبعده فطين من أفلامه، بعد أن قضيا عشر سنوات معاً صوّرا خلالها ما يزيد على مائة فيلم! ولكنه بعد البحث والتدقيق، وجد أن فطين كان مظلوماً، فقد ظل يضع اسمه في كل أعماله الفنية، ويرشحه سواء لبطولة أو لدور كوميدي، ولكن المنتجين والموزعين كانوا يرفعون اسم اسماعيل لأنه لم يعد يعني شيئاً في نظرهم، وهو في البداية، أي اسماعيل، رفض أن يصدق ذلك! ولكنه اضطر لأن يصدق حين وجد أن شباك فرقته المسرحية بدأ عداً تنازلياً، وبات يهبط يوماً بعد يوم، وأحسّ نجوم الفرقة، بذلك، فترك حسن فايق الفرقة وتبعه: استفان روستي، ثم عبد الفتاح القصري، وهبطت الواردات هبوطاً ملحوظاً، وكان من المفروض أن يتقاضى اسماعيل ياسين وأبو السعود الأبياري مرتباً قدره خمسمائة جنيه في الشهر لكل منهما، ثم ان تحسب أرباح الفرقة في نهاية كل عام، ولكن اسماعيل ياسين فوجئ بأن أرباحه في آخر موسم صيفي أحياه في الاسكندرية هو تسعة عشر جنيهاً فقط، مما جعله يبدأ في إعادة حساباته، ثم جاء الموسم الشتوي، واضطر اسماعيل لأن يتعاقد مع عدد من الهواة، فقد رفض النجوم المشهورون أن يعملوا معه، وكانوا يقولون في ذلك الوقت: إن اسماعيل بدأ يُفقدهم نجاحهم وإضحاكهم للناس لأنه يريد أن يستأثر وحده بإضحاك الناس! وتأثّر اسماعيل ياسين بهذا.. وبدأ يتأثر من الوضع ككل، فقد بدأ يختفي في نفس الوقت عن الشاشة السينمائية، ولم يعد أيضاً يعمل كمونولوجست، وقد نصحه بعض أصدقائه بإغلاق المسرح لأن المسارح لم تعد تُكسِب ولم تعد تعوّض حتى عن العمل الشاق فيها، ولكن اسماعيل رفض أن يستمع إلى هذه النصيحة، واعتبر أن البعض يريدونه أن يخرج من إطار المنافسة، وكان لا يزال مؤمناً إيماناً عميقاً بأن عليه أن يبذل كل ما يستطيع من جهد لكي يبعث الحياة في المسرح الفكاهي، بالرغم من أنه كان يعرف تماماً بأن فرقة الريحاني باتت تنوء بثقل الخسائر، وبعد أن التحق علي الكسار كممثل بفرقة المسرح الشعبي وأغلق هو الآخر مسرحه! |