نسيمة شعبان.. الصوت الرخيم
الفنانة الجزائرية نسيمة شعبان تسافر بصوتها الرخيم في سماء ابوظبي عبر معزوفات وقصائد صوفية وموشحات
أبوظبي - استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الأمسية الخامسة من مهرجان "أنغام من الشرق " في دورته الثالثة مطربة الأغنية الأندلسية الجزائرية نسيمة شعبان، والفنان العالمي الفلسطيني الأصل سيمون شاهين وذلك مساء الثلاثاء 11 مايو 2010 في مسرح أبوظبي كاسر الأمواج بحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، يتقدمهم وفد سفارة جمهورية مصر العربية، وحشد كبير من الإعلاميين من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وحشد من متابعي ومحبي الغناء الطربي العربي الأصيل.
انطلقت الأمسية مع الفنانة نسيمة شعبان التي أنشدت عبق اللحن الأصيل، وبعثت عبر أوتار عودها ليالي الوصل الأندلسي من جديد، مستعيدة ''الجلسات'' العاصمية العتيقة، الموشّحة بأشعار ''البوقالة''.
وقدمت الفنانة نسيمة بصوتها الرخيم العديد من المقطوعات الموسيقية وقصائد صوفية وموشحات، مستحضرة بذلك التراث الأندلسي، اللون الغنائي الذي كان حكراً على النساء في الماضي.
وأخذت الفنانة نسيمة ذات الحس الفني الكبير جمهورها من خلال الأمسية إلى عتبات القرن الماضي، في سفرة روحية امتزج فيها الطابع الديني بالطابع الفني، بعبق التاريخ، ليعطيا أنغاماً خاصة.
والجدير ذكره أن إنطلاقة الفنانة نسيمة كانت في الموسيقى الأندلسية، حيث التحقت بمعهد الموسيقى في سن السابعة، وكان من أبرز أساتذتها الحاج مجبور، دحمان بن عاشور الصادق البجاوي، ثم واصلت دراستها الموسيقية بالعاصمة الجزائرية لتبرز على الساحة الفنية بشكل واسع ابتداء من سنة 1979 وسجلت أجمل النوبات سواء في الحوزي اوالعروبي رفقة الفرقة الموسيقية الشعبية بقيادة مصطفى اسكندراني سنة 1984، ثم كانت انطلاقتها الى الساحة الدولية عبر افريقيا وأوروبا وآسيا.
ومن ثم كان للجمهور موعد مع الموسيقار العالمي سيمون شاهين الذي بدأ في سن مبكرة رحلة البحث والدراسة في الموسيقى الشرقية، متعمقاً في الموروثات الحضارية العربية والفارسية والهندية والتركية والبحر متوسطية، مستخدماً وجوده في نيويورك لينشر الموسيقى الشرقية ويعرف بها للغربيين.
واستطاع الموسيقار سيمون شاهين في أمسيته ضمن "أنغام من الشرق" أن يأخذ الجمهور معه في رحلة استكشاف للموسيقى الشرقية، وسط إنجذاب كامل وواضح من قبل جمهور المسرح الذي بدا عليه علامات التأثر والإندماج، وعمل شاهين في أمسيته على استنطاق الموروثات الشرقية بروح جديدة من خلال لغة موسيقية تستحضر التاريخ والملاحم والأساطير والثقافة الاستشراقية بمجملها، بخاصة وأن عمله يرتكز على دمج الموسيقى الشرقية مع الغربية مع الحفاظ على أصالة الشرق في موسيقاه.
ويذكر أن الموسيقار سيمون شاهين يضطلع بدور ريادي في العمل الموسيــقي، مستغلاً موهبة نادرة في العزف على العود والكمنجة في شكل أساسي، ليعطيها بريقاً فريداً وتألقاً كبيراً، ذلك ما لمسه الجمهور في معزوفاته الكلاسيكية العربية والصوفية.