أنشأ موقع روزالزهراء ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى

خطوط مخفية



مشاهد هاربة من الذاكرة


رسم الفنان العراقي بلاسم محمد ينتمي للعواطف والخيالات والحالات المرتبطة في لعبة فنية مزدوجة.

ميدل ايست اونلاين

عمان - افتتح في جاليري رؤى 32 للفنون، بحضور حشد من الفنانين والصحفيين والمثقفين والمهتمين بالفنون الجميلة معرض الفنان التشكيلي العراقي بلاسم محمد بعنوان "العبق المهجور" في مقر الجاليري الكائن في عمان – الأردن.

وقد عرض الفنان بلاسم محمد ثلاثة وثلاثون عملا بين الحجوم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة المنفذة اما على كنفس بمواد مختلفة واما فحم على كرتون.

ولد الفنان بلاسم محمد في الكوفة بمحافظة النجف، 1955 وحصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة، في الجرافيك والخط العربي، بغداد 1975، وعلى بكالوريوس كلية الفنون الجميلة جرافيك، بغداد 1979، وعلى درجة الماجستير في النقد الفني عن رسالته "مفهوم الفراغ في فن التصوير الاسلامي"، 1988، ثم دكتوراه في فلسفة الفن، عن اطروحة"التحليل السيميائي لفن الرسم - المبادئ والتطبيقات"، 2000. وهو خطاط متمرس يجيد مختلف انواع الخطوط العربية، وقد اقام معرضين لفن الجرافيك في بغداد مع طلبته في الاعوام 2001 و 2002. وأقام العديد من المعارض الشخصية في كل من العراق، ولبنان، المانيا، الهند، الاردن، الولايات المتحدة الامريكية، الامارات المتحدة وبريطانيا وذلك ما بين عام 1973 و2009

وهو عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو في اتحاد الصحفيين العرب.

ويستمر معرض الفنان بلاسم محمد حتى يوم 7 اذار 2010 من الساعة التاسعة صباحا ولغاية الثامنة مساءا ما عدا ايام الجمع.

ووكتب الناقد سهيل سامي نادرفي مقالة عن اعمال الفنان بلاسم محمد:-

اعوّل على ما كتبه بلاسم محمد في تقديم اعماله: محاولة استعادة للمأوى العميق في لا وعينا. إن كلمة مأوى مثيرة، وهي ما أريد أن أجده في أعمال الفنان. أرى أنه في الرسم وليس في النيات، في الانشاء والمواد الفنية وليس في اي اعتراف ذاتي، يبرر الفنان فكرة المأوى بالاقتراب من الاحياز التي يبنيها والتي تبدو كأنها مشاهد هاربة من الذاكرة- مشاهد يجري فتحها بصريا فتظهر مدخلا يفضي الى مكان داخلي، او يجري التعتيم عليها بخطوط مسحوبة الى الخارج، فتبدو ان المقصود هو شيء آخر، فضلا عن زوائد من الاشكال العاطفية التعبيرية التي تبدو منفصلة او مكتفية بنفسها. والحال تلك هي لعبة الفن المزدوجة بوجه عام، اللعبة التي تظهر وتخفي ما نظن انه دال، وربما تضيّعه من اجل قيمة جديدة تظهر فجأة. إن رسم بلاسم ينتمي للعواطف والخيالات والحالات المرتبطة بها، من هنا فهو مرة يختصر، ومرة يطنب، ومرة يواصل وعيه البوح على نحو مثير متمسكا بأشكال واضحة نسبيا، ليعود الى التعتيم على ذلك الجزء الذي خرج الى النور. وفي كل الاحوال يبدو ان المأوى الذهني يجد معادله البصري مرارا في لقاءات تجري في العتمة، او هي في خارج لا نرى منه غير كوة ضوء.

باستخدامه التخطيط في بناء اعماله يلتقي بلاسم تلقائيا بأشكال تبدو منبثقة من دون ما تصميم. فالتعبير بالخطوط يميل الى بث احتمالية من طبيعة عاطفية وحركية. معرضان له جاءا على هذا النحو، ولا اظن تلك مصادفة. إن ما يشيده الفنان كبؤرة للعمل يبتعد عنه بمعالجات عاطفية يصبح فيها الخط سطحا معتما، او يفتح له احيازا بيضاء يبقيها كعلاقة من طبيعة فنية جمالية، وقد يجد لها ما يعادلها من سطوح معتمة او ملونة تتحرك فيها اشكال شبحية.

في معرضين اثنين يبني بلاسم محمد لملاذاته العاطفية امكنة نصف معتمة، وممرات مضيئة، وابواب موصدة او مفتوحة. انها نوع من الاعترافات. مكالمات في جوال عند منتصف الليل. همس. وانتظار الليلة القادمة.

 

آخر الأخبار الفنية Copyright © 2010 Designed by Ipietoon الكاتب الأديب مجدى شلبى أنشأهذا الموقع ويدير تحريرهالكاتب الأديب مجدى شلبى