فى إطار نشر التراث الثقافى العمانى بالجامعات المصرية, أقامت الملحقيه الثقافية لسفارة سلطنة عمان بالقاهرة معرضها " يوم عمان بالجامعات المصرية " وذلك بجامعة المنصورة الثلاثاء الموافق 20/4/ 2010 تحت رعاية أ.د/ أحمد بيومى شهاب الدين رئيس الجامعه ، افتتح المعرض السيد / عبدالله بن راشد السنيدى الملحق الثقافى لسلطنة عمان بالقاهرة و أ.د/ محمد سويلم البسيونى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب , أد/ محمد الشابورى نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وأد/ السيد أحمد عبدالخالق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا وأ.مجدى صالح أمين عام الجامعة .
يهدف المعرض الى تعريف طلاب جامعة المنصورة بالتراث العمانى ونشر الثقافة العمانية الاصيلة بين شباب الجامعة وتفعيل التبادل الثقافى والتعارف بين الشباب المصرى والعمانى حيث تضمن المعرض مجموعة من المقتنيات العمانية التى تعبر عن التراث العمانى من الفخار والخزف والمشغولات الفضية والنحاس والمعادن والمنتجات السعفية والخشبية والجلدية والبخور ومواد التجميل والآلات الموسيقية وأدوات الصيد التقليدى وكذلك الأزياء العمانية الرجالية والنسائية التى يتميز بها الشعب العمانى وتظهر فى مناسباته الرسمية (كالدشداشة – العمامة – الخنجر- العباءة – السيف- شباك وحبال الصيد التى اشتهر بها البحار العمانى القديم ، حيث تمثل الصناعات الحرفية جزءا مهما فى الثقافة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع العمانى وأحد أهم الروافد التراثية المستوحاه من واقع البيئة العمانية ,قام بعرض المقتنيات العمانية مجموعة من الطلبة العمانيين الدارسين بالجامعات المصرية .
العادات والتقاليد العمانية:لكل شعب ما يميزه عن غيره من الشعوب كالعادات والتقاليد ولكن العادات والتقاليد العمانية تمثل نموذجا مصغرالعادات وتقاليد الشعوب العربية والإسلامية حيث نجد أوجه الشبه في العديد منها ولكني ومن خلال محطات سريعة أحاول الإشارة إلى بعض هذه العادات والتي لربما تتميز به عمان عن غيرها .
1-خلال شهر رمضان:
العمانيون شعب مسلم وفي هذا الشهر ولذا فإن الصيام في هذا الشهر ليس بصفة مميزة للعمانيين، ولكن قد تكون هناك احتفال يحتفل بها أهل عمان خلال هذا الشهر الفضيل كاحتفال القرنقشوة الذي يقام في منتصف الشهر الفضيل ، أما بقية العادات فهي نسخة من عادات المجتمع الإسلامي.
2-الإحتفال بعيد الفطر المبارك:
وهي احتفال بنهاية شهر رمضان وإتمام صيامه ، يتم الاستعداد له خلال الشهر الكريم من خلال نزول الأسواق أو الهبطات ـ مكان يتم فيه السمرة والمناداة على مستلزمات العيد كالذبائح والحلوى ـ أما احتفالات العيد فتبدأ من لحظة رؤية هلال العيد ففي القديم كان الناس يطلقون طلقات حية في الهواء ابتهاجا بهذه المناسبة ، وفي ليلة العيد يعد العمانيون وجبة العريسة ـ وجبة من حب البر أو الارز ـ لتؤكل صبيحة اليوم الأول من العيد قبل صلاة العيد ،وبعد الصلاة يتم ذبح الذبائح ومن ثم تقطيعها وتقسيمها إلى قطع صغيرة بعضها يتم قليه في نفس اليوم وجزء منه يتم وضعه في المشاكيك ـ وهي أعواد من أفرع النخيل تم إعدادها مسبقا ـ التي يتم شواءها في ثاني أيام العيد ، وفي اليوم الأول أيضا يوضع كمية من لحم الذبيحة كالرأس والأفخاذ والرقبة في خصفة الشواء ـ وهي حقيبة مصنوعة من سعف النخيل ـ لتوضع بعد ذلك في حفرة التنور ومن ثم يتم إغلاق التنور لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة ولكن في بعض المناطق يكون الذبح في ثاني أيام العيد ثم الشواء وهكذا .
ولكن العيد في عمان ليس كل وجبات ففيه تتم الزيارات بين الأهالي ومساء كل يوم يتجمع الرجال والنساء في كل قرية في مكان تعارف عليه الأهالي حيث يتنافس الرجال على الرقصات والأهازيج والفنون الشعبية وفي بعض المناطق يكون للنساء دور في هذه الفنون وكان في القديم يتبارى بعض الرجال على رمي أهداف بالرصاص الحي لكن هذه العادة بدأت تتلاشى تدريجيا نظرا لخطورتها .
3-الاحتفال بعيد الأضحى المبارك:
لا يختلف الاحتفال بعيد الأضحى عن عيد الفطر عند العمانيون فهناك الذبائح ووجبات العيد المعروفة والفنون الشعبية ولكن تستكمل الفرحة بعودة الحجاج سالمين إلى منازلهم حيث يأتي الجميع ليبارك للحاج عودته وسلامته ، ويقدم لهم الحاج بعض الهدايا البسيطة التي أحضرها.
4-احتفال الحولحول :
هو احتفال لأطفال الذي أكملوا عاما ـ حولا ـ من عمرهم ، والمميز في هذا الاحتفال أنه بسيط جدا يدعى فيه أطفال الحي لمشاركة الطفل الفرحة ويجلس الأطفال محيطون بالطفل وكأنه هو مركزهم ثم ينثر أحد الكبار المتواجدين الفراخ ـ الفشارـ مخلوطا ببعض الحلويات والمكسرات على الطفل ويبدأ الأطفال المدعوين بجمع ما يسقط .
5-الأعراس :
ربما نستطيع أن نقسم الاحتفال بالأعراس في عمان إلى أقسام كالخطبة والملكة(عقد القران) والزفة ، ففي الخطبة يذهب المعرس وأهله لطلب يد العروس من أهله وبعد الموافقة عليه تأتي الملكة والتي تكون عادة في المسجد أو سبلة الحي ( مجلس) فيجلس الجميع بانتظار المعرس الذي يظهر بالزي العماني التقليدي ليقف مقابلا للمليك ـ المأذون ـ فيمد يده مصافحا فيقرأ عليه بعض الآيات ثم يقرئه قبول العروس بقوله :( قل قد قبلتها )ـ ثلاثا ـ فيجيب المعرس : (قد قبلتها) ـ ثلاثا ـ وكان في السابق يضرب المعرس على ظهره ولكن لعدة حوادث حدثت أضحى الناس يتخوفون منها .. يتم خلالهذا الاحتفال توزيع الحلوى العمانية على الحضور.
ويسبق ليلة الزفاف ليلة الحناء والتي تقام للعروسين ولكن حاليا استثناها البعض وخصها للعروس فقط ، وفي ليلة الزفاف تتزين العروس وترتدي أجمل الحلي والثياب وتغطى عادة بشال أخضر ومع بداية الزفة تتقدم العروس امرأة عجوز تقودها ويوضع المصحف الشريف على رأس العروس لحمايتها من الحسد ، وقد تختلف هذه العادات من منطقة إلى أخرى فبعض القبائل يتم زف المعرس إلى بيت العروس ليبقى في بيتها أياما معدودة .. والعرس العماني به العديد من المميزات كالفنون الشعبية . وفي صباحية اليوم الثاني ـ الدخلة ـ يأتي الناس مهنئون للعروسين.
6- العزاء :
مثلما يفرح المسلم بفرح أخيه المسلم كذلك يحزن بمصيبة تصيب أخيه ، وهكذا العماني تراه في الأفراح يساعد أخاه وفي العزاء يقف إلى جنبه وكأن العزاء عزائه ، والعزاء عن العمانيين يقام إما في المسجد أو سبلة القرية وتكون لمدة ثلاثة يام ، وفي خلال هذه الأيام الثلاثة يقرأون القرآن الكريم على روح الفقيد ويترحمون عليه ويطلبون المغفرة له وفي اليوم الثالث تقرأ الختمة ـ القرآن الكريم ـ بعدها يطوى فراش العزاء.
7-السؤال عن العلوم :
لم يكن بالماضي أجهزة إعلام مثلما هو الآن ، وكانت الناس تستعين بالمسافرين القادمين من أماكن بعيدة في معرفة آخر أخبار الناس في القرى التي مر بها ، وعادة بعد إكرام الضيف القادم من بلدان بعيدة يسأل العماني ضيفه بقوله : (ما جبت لنا علوم أو أخبار ) أي ألم تأتي بأي خبر ؟ فيردد الضيف : ( والله جيت من .. وما سمعت أي شيء والحمد لله ) ثم يأتي دور الضيف ليسأل عن أخبار الناس وعلومهم بقوله: ( من صوبكم؟) بمعنى وأنتم ؟ فيجيب المضيف ضيفه ( ما شيء غير الخير والسرور) .
وبطبيعة الحال أن الردود مختلفة من مكان لأخر ففي بعض المناطق يجب الضيف بكلمة ( بهوا ) ولها نفس المعنى عدم وجود أي أخبار ، كذلك نجد أن في بعض المناطق يكون السؤال قبل تناول الفاكهة والقهوة أم البعض فيكون بعد الانتهاء من تناول فنجان من القهوة، ومن شدة تمسك الناس بهذه العادة أن البعض لا يتناول الفاكهة قبل أن يسأل عن العلوم ، ولكن من الملاحظ أن الإجابة تكون دائما بعدم وجود أخبار إلا أن الأخبار تأتي من خلال سياق الحديث الذي يلي هذه العادة.
;كان هذا الحوار مع الأستذ زكريا صالح مسئول العلاقات العامة بالسفارة العمانية بمناسبة المعرض الذي نظمته السفارة العمانية بجامعة المنصورة وحظي بإقبال جماهيري كبير وكان الغرض منه تقوية العلاقات بين الشعبين والتعرف علي الحياة الاجتماعية في عمان وعرضت فيه الفرق الشعبية العمانية أشهر رقصاتها بالسيوف.