كتبت فاطمة الزهراء فلا
من المتعارف علية أن مصطلح الحداثة يبدأ مع الانطباعية , وان لم تتضح منطلقاتة الأساسية إلا في بداية القرن العشرين وعلى الأخص في السنوات العشر الأولى منة , بيد أن جذور هذا المفهوم تبقى وثيقة الصلة والاتصال بما شهده العالم من تغيرات أدت إلى تحول الفن التشكيلي إلى ما نطلق علية الفن الحديث
وإذا ما أردنا تقصى الأسباب التي مهدت لظهور الفن الحديث فأنة لزاما علينا العودة إلى القرن التاسع عشر بمفاهيمه الرافضة للتقاليد الأكاديمية والكلاسيكية الموروثة في الفن التشكيلي من القرون الوسطى ,هذه المرحلة التاريخية التي تتشابه في أحداثها مع فترة القرن الخامس عشر والذي مهد للنهضة الايطالية , فالقاسم المشترك بين الفترتين هو الموقف الرافض لتقاليد ومفاهيم تعود إلى القرون الوسطي
ومصطلح الفن الحديث كما يعرفه قاموس المورد هو "نزعة في الفن تهدف إلى قطع كل الصلات بالماضي والبحث عن أشكال جديدة للتعبير" هذه النزعة تم تاريخها في الفترة من عام 1860م وحتى عام 1970م وكان أهم ما يميز تلك الفترة هو عدم اهتمامها بالتقاليد القديمة في الفن التشكيلي ولا العرف الخاص بمفهوم فن الصالونات , ولكنة يتعدى ذلك ليتبدل إلى مفهوم طليعي يبحث عن كل ما هو جديد ومغاير ومختلف , مستندا إلى معطيات العصر المعلوماتية والمعرفية والتقنية , فلم يتعرض الفن الحديث في البداية إلى مسالة الأسلوب وتركزت اهتمامات الحداثيين حول الموضوع والمضمون فتحول الاهتمام من التركيز على الموضوعات التاريخية إلى مظاهر الحياة اليومية والطبيعة و ولقد أدى هذا إلى تبدل رؤية الفنان كما ظهرت تقنيات وطرق أدائية جديدة لم تكن مطروحة من قبل في الفن التشكيلي
وكان من أهم المفاهيم المرتبطة بالفن الحديث فكرة التجريب experiment حيث أصبح الفنانون يبحثون من خلال تجاربهم الإبداعية عن خصائص جديدة للفن من منطلق أن الفن يخدم الفن, ومن هذا المنطلق لم يصبح للمبررات الاجتماعية والموضوعات التاريخية سطوة على الإنتاج الفني , هذا الموقف أدى إلى تعميق مفهوم الواقع ونشرة بشكل غير متوقع كما كشف في الوقت نفسه عن ملامح جديدة لهذا الواقع , والى تكوين قاموس مفردات فنية تشكيلية مخالف لما كان علية الفن من قبل
الفنانة نجوى العشرى والفنان محمد كمال على جناح فراشة فى معرض الجنايني
فى ندوة أدارها عبد العزيزإسماعيل/مدير عام ثقافة الدقهلية وحضرها عدد كبير التشكيليين بالدقهلية وحملت عنوان (الواقع التشكيلى المصرى وتيارات الحداثة الجديدة
فى البداية تحدثت الفنانة/نجوى العشرى قائلة:إن معرض الجناينى به حداثة ,فى خاماته وطريقة عرضه لابد أن يكون للفن هوية مثله مثل الشعر والمسرح,ولقد صدمت من ثلاثة أحداث:أولها بينالى الإسكندرية وثانيها معرض ماذا يحدث الآن ,ومعرض ماذا بعد الحداثة,لقد خرجت بلا شئ.أنا لا أهاجم أحدا ,لكن هناك خلل,يجب أن أعلم الجيل الجديد أبجديات الفن ثم يعمل هو ما يريد,إن لم تصنع شيئا جيدا فأنت تهدم جيلا بأكمله.إن الحداثة التى يجب أن تصنع لابد أن يكون لها محصلة ثقافية,ففى صالون الخريف مارأيناه لم يكن تمثيلا للفن المصرى ,فالفنان/محمد طلعت شاب مثقف لكن جانبه الصواب حين جاء بأغطية زجاجات البيبسى وأطلق على العمل كلمة حداثة
الواقع الآنى فى تعاطى اللغة بما يسمى الحداثة,المشكلة جاءت من الغرب,هم يفرضون ثقافتهم علينا فتضيع هويتنا ,أما الناقد والفنان/محمد كمال فقال:أعتقد أن العيب ليس فى سلوك الجسد,فالفن وحدة لاتتجزأ ,فالقصيدة الشعرية بها لوحة ومادة موسيقية لتكون عملا مبهرا للمتلقى وإلا كيف نسمح للآخر أن يتهمنا بالتخلف والرجعية,ولكى يثبت ماقاله أسمع الحاضرين أغنية للفنان/محمد عبد الوهاب أبهرتهم,فالبرغم من مرور أكثر من نصف قرن عليها إلا أنها تمتلك ناصية الحداثة وبشدة,وأضاف: الحداثة أعطت الفنان الحرية بل مطلق الحرية إلا أن البعض يسئ فهم الحداثة كما يسئ فهم الحرية.. فضمن هذا وذاك نسي الفنان أحيانا انتماؤه وواجبه تجاه مجتمعه وبيئته ودخل العبث في اللوحة حتى بدأت المراحل الفنية المتعارف عليها تسقط أمام جموح الفنان في الوصول السريع
اللوحة الفنية هي نص مكتوب او لحن مسموع,وهي خلقت كي لا تصنع سوى مرة واحدة
تتكاثر عناصر اللوحة أحيانا وتتفاعل مع المتلقي بما تحمله من لغة مقروءة بالإضافة إلى اللغة الجمالية لتقدم الفائدة والإمتاع للمشاهد…أو تكون اللوحة موسيقا لونية بحتة تدغدغ المشاعر والأحاسيس وفي كلتا الحالتين نجد من الصعوبة البالغة صياغة عمل ما مرتين بذات المشاعر وذات الروح وبالتأكيد ستكون المحاولة فاشلة وهذا ما يؤكد أن الحالة الإبداعية متحولة ومتغيرة ويجب إلا يشوبها التصنع والافتعال
تم نشر هذا الخبر علي دنيا الراي, وموقع ميدل ايست ان لاين