مناطق محظورة.. وموضوعات شائكة.. وتابوهات حاولت بعض الاعمال الدرامية الخوض فيها وكسرها.. الامر الذي تسبب في نشوب حروب وهجوم عنيف عليها حتي قبل مشاهدتها.. غير أن اللافت للنظر أن معظم المناطق والموضوعات المثيرة ارتبطت بالدين وكانت أحيانا مع علاقته بالسياسة والوضع الراهن الذي يرفض مبدأ الحوار ويحاول مصادرة الآراء والفكر و الفن.. يأتي في مقدمة الاعمال التي اخترقت الاسوار الشائكة مسلسل »الجماعة« لوحيد حامد وهو العمل الذي احيط بسياج من السرية ما تحيط دائما بالجماعة المحظورة وتاريخها ومبادئها. كما اختلطت السياسة بالدين أيضافي مسلسل »سقوط الخلافة« ليسري الجندي.. وكان التابوه الديني حاضرا وبقوة في مسلسل »الحسن والحسين« الذي رفضه الازهر الشريف.. علاوة علي ما اثاره مسلسل »ما ملكت ايمانكم« من تحفظات.. وحتي المسلسل الاجتماعي الرومانسي »قصة حب« فيتوقع أن يثير هو الاخر لغطا حول علاقة المرأة المنتقبة بناظر مدرسة ابنها.
بداية المشاكل مع المسلسلات المثيرة للجدل كانت مع مسلسل »الجماعة« للكاتب وحيد حامد والذي تناول من خلاله جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وبمجرد الاعلان عن الشروع في كتابة المسلسل وقبل البدء في تصويره بدء الهجوم عليه من قبل الجماعة المحظورة وأيضا من أحمد سيف الاسلام ابن حسن البنا مؤسس الجماعة والذي يتناول المسلسل سيرته بداية من نشأتها علي يديه. وقد قام سيف الاسلام برفع دعوي قضائية ضد وحيد حامد والمخرج محمد ياسين وشركة الباتروس المنتجة للمسلسل لمنعه من العرض إلا بعد موافقته الشخصية علي السيناريو، مسلسل »الجماعة« تطرق الي منطقة شائكة من الاحداث التي تدور حول تأثير الجماعة في الحياة السياسية قديما واستمرار دورها حتي الآن وهل هي علي حق أم انها تقوم علي مجرد ادعاءات من الآخرين كما تحاول الجماعة اثبات ذلك. اختيار هذا الموضوع الشائك تحديدا ليتم تناوله بعمل درامي رغم اثارته للجدل علي جميع الاصعدة بما في ذلك الدولة نفسها حتي أن التليفزيون المصري رفض عرض المسلسل في البداية ثم عاد ليوافق عليه بعد العرض علي الرقابة وحذف أي مشاهد قد تتسبب في أي جدل أو خلافات كل ذلك جعلنا نطرح سؤالنا علي كاتب المسلسل وحيد حامد حول اختياره لهذا الموضوع غير أنه رفض التعليق علي الموضوع مؤكدا أن المشاهد فقط هو الذي يحكم علي العمل بعد مشاهدة، المسلسل بطولة اياد نصار وحسن الرداد وعزت العلايلي ويسرا اللوزي بجانب مجموعة كبيرة من النجوم يظهرو كضيوف شرف مثل منة شلبي وكريم عبدالعزيز ومن اخراج محمد ياسين. سقوط الخلافة المسلسل الثاني هو »سقوط الخلافة« والذي يتناول فترة الخلافة العثمانية مع التركيز علي نهايتها والأسباب وراء سقوطها خاصة أن هذه الفترة تصفها المراجع التاريخية »بالفترة المظلمة« وتضع السلطان عبدالحميد الثاني في موضع اتهام انه السبب الرئيسي وراء سقوط الخلافة، وقبل عرض المسلسل ثار الجدل حوله بعد أن رأي البعض أنه يمجد الاتراك ويقوم بتلميع صورتهم علي حساب الدول العربية خلال تلك الفترة خاصة أن جهة الانتاج قطرية وهو ما أثار بعض الشكوك حول نية القائمين علي المسلسل وهل هناك خطة مقصودة وراء ذلك وقوبل المسلسل بهجوم عنيف بسبب تبني الكاتب يسري الجندي لوجهة نظر مخالفة لما يقوله التاريخ كما يعتقدون. وبذلك دخل موضوع المسلسل ضمن المنطقة الشائكة والتي تحاط بلغط وأقاويل كثيرة بشأن الدولة العثمانية وأسباب سقوطها ولذلك كان لابد من مواجهة مؤلف المسلسل يسري الجندي بذلك وبسؤاله حول الأسباب وراء اختياره لموضوع يتناول الدولة العثمانية تحديدا أجاب: منذ فترة وأنا اتمني تقديم عمل اتناول فيه فترة الخلافة العثمانية وخاصة فترة تولي السلطان عبدالحميد الثاني الذي اشعر أن التاريخ ظلمه واتهمه بانه أحد الاسباب الرئيسية وراء سقوط الخلافة العثمانية وفوجئت بجهة الانتاج وهي شركة قطرية خاصة يمتلكها أحد رجال الاعمال هناك وهذا المسلسل هو باكورة أعماله يطلب مني عملا عن الدولة العثمانية خاصة انه لم يتم تناولها في الدراما من قبل هذا بالاضافة الي أن الاحداث خلال تلك الفترة تعيد نفسها هذه الايام ونري أن أسباب سقوط الخلافة العثمانية قديما هي نفس الأسباب وراء تخلفنا حاليا وهي ضعفنا أمام الغرب فهم لا يعتمدون علي مصدر قوتهم بقدر اعتمادهم علي تفككنا وعدم محاولتنا للتغلب علي تخلفنا وعجزنا عن مواجهة هذه الهيمنة الغربية ومواجهة الهجمات الشرسة علي الدول العربية وعلي العراق وغيرها فالعمل مليء بالاسقاطات علي الفترة الحالية التي نعيشها فالمسلسل يقدم قراءة للتاريخ
لصالح القضايا الحالية لأن التاريخ يعيد نفسه ولابد من الاستفادة من تجارب الآخرين ولا نقع فيها مرة أخري. أما عن الاتهامات الموجهة للعمل بانحيازه للاتراك فهذا غير صحيح بالطبع وهو مجرد كلام مرسل ليس له أي أساس من الصحة وغير دقيق فأنا لا أدافع عن الاتراك لكني أوضح أن اتفاقية سايكس بيكو والتي قامت بتقسيم الدول العربية في فترة انهيار الدولة العثمانية هي السبب في السقوط وليس السلطان عبدالحميد الثاني كما يتهمه الكثيرون فقد تعرض لهجوم شنيع حتي أنهم اسموه »بالسلطان الدموي« للمجازر التي كان يقوم بها مع أن هذا غير صحيح والدليل علي ذلك أنه كان يرفض التوقيع علي أي حكم بالاعدام وعلي العكس تماما فقد أخر من سقوط الخلافة العثمانية قدر المستطاع ولم يستطع تدارك التخلف الموجود بالدولة بسبب الديون المتراكمة عليه ورغم كل ذلك رفض مساومة الحركة الصهيونية علي تسديد ديونه مقابل توقيعه علي التخلي عن ولاية فلسطين التي كانت احدي ولايات الدولة العثمانية في ذلك الوقت لاقامة بعض المستوطنات بها وقال انه لا يفرط فيها لأنها جزء من أراضيه وأرض مقدسة لا يمكن التفريط بها وهذه كانت النهاية ليتم عزله بعد ذلك بعد أن رفض الاستجابة لمطالبهم. ويضيف الجندي: أنا وجهة نظري بالعمل غير مخالفة للتاريخ في ذلك الوقت كما يعتقد البعض بالعكس هي وجهة نظر موضوعية وتعود إلي مرجعية تاريخية وموثقة وقام بمراجعتها أحد أساتذة التاريخ المتخصصين في تلك الفترة وسنري ذلك من خلال الاحداث »سقوط الخلافة« بطولة عباس النوري واخراج محمد عزيزية. ما ملكت ايمانكم »ماملكت إيمانكم« هو المسلسل الثالث الذي لم يكتف فقط بالدخول إلي إحدي المناطق الشائكة وانما توغل في حقل ألغام فبمجرد عرض البروموهات الخاصة به علي قناة المستقبل واجه هجوما عنيفا أن لم يكن شرسا من المنتديات الاسلامية والمواقع الالكترونية المختلفة وواجه تهمة الاساءة للإسلام وطالب البعض بمنع عرضه في شهر رمضان وكان البرومو الخاص بالمسلسل قد عرض مشاهد لمحجبات يتاجر بهن رجال الاعمال كنوع من تجارة الرقيق الابيض وكذلك نساء يجبرن علي حمل السلاح والزواج من امراء وأعضاء لبعض الجماعات الدينية المتطرفة مع بعض المشاهد لرجال ملتحين يتحدثون الي الشباب بلغة آمره وعنيفة.
|